کد مطلب:240972 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:124

شفع فی مثل ربیعة و مضر
قال الشیخ الصدوق طاب ثراه حدثنا محمد بن إبراهیم بن إسحاق الطالقانی قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعید الهمدانی عن علی بن الحسن بن علی بن فضال عن أبیه عن أبی الحسن علی بن موسی الرضا - علیه السلام - قال:

«من صام أم یوم من رجب رغبة فی ثواب الله عزوجل و جبت له الجنة، و من صام یوما فی وسطه شفع فی مثل ربیعة و مضر فی أبیه و أمه و ابنه و ابنته و أخته و أخیه و عمه و عمته، و خاله و خالته، و معارفه و جیرانه و إن كان فیهم مستوجبا للنار». [1] .

لا محظور عقلا و شرعا فی خلف الوعید بأن یعفو الله عزوجل عن المستوجب للنار و إنما المحظور عقلا و شرعا خلف الوعد من الكل لاسیما ممن له القدرة المطلقة و الحكیم عن الإطلاق و هو الله جل جلاله فلا استیحاش من آخر الحدیث الشریف و هو قوله علیه السلام «و إن كان فیهم مستوجبا للنار»، و باقی الكلام فیه ظاهر سوی كلمتین مضروب بهما المثل للكثرة الكائرة:

ربیعة و مضر

هما قبیلتان عربیتان أما ربیعة، و الربائع فبطون من تمیم؛ قال الجوهری: و فی تمیم ربیعتان: الكبری و هو ربیعة بن مالك بن زید مناة بن تمیم و هو ربیعة الجوع، و الوسطی [الصغری] و هو ربیعة بن حنظلة بن مالك. و ربیعة: أخوحی من هوازن، و هو ربیعة بن عامر بن صعصعة و هم بنو مجد، و مجد اسم أمهم نسبوا إلیها. و فی عقیل ربیعتان: ربیعة بن عقیل و هو أبوالخلعاء، و ربیعة بن عامر بن عقیل و هو أبوالأبرص، و قحافة، و عرعرة، و قرة و هما ینسبان للربیعتین. و ربیعة الفرس: أبوقبیلة رجل من طی ء و أضافوه كما تضاف الأجناس و هو ربیعة بن نزار بن معد بن عدنان، و إنما سمی ربیعة الفرس؛ لأنه أعطی من مال أبیه الخیل و أعطی أخوه الذهب فسمی مضر الحمراء،



[ صفحه 302]



و النسبة إلیهم ربعی، بالتحریك. [2] .

قال الشیخ الطریحی: فی الحدیث: «إذا مات المؤمن خلی علی جیرانه من الشیاطین مثل ربیعة و مضر»، یضرب المثل بهما فی الكثرة. [3] و قال فی الحدیث: «مثل ربیعة و مضر» بفتح المیم و فتح المعجمة: قبیلة منسوبة إلی مضر بن نزار بن معد بن عدنان، و یقال له مضر الحمراء و لأخیه ربیعة الفرس؛ لأنهما لما اقتسما المیراث أعطی مضر الذهب و هی نؤنث، و أعطی ربیعة الخیل. [4] و قال ابن منظور بعد و لبن مضیر: حامض شدید الحموضة: قال اللیث: یقال إن مضر كان مولعا بشر به فسمی مضربه؛ قال ابن سیده: مضر اسم رجل قیل سمی به؛ لأنه كان مولعا بشرب اللبن الماضر، و هو مضر بن نزار بن معد بن عدنان، و قیل: سمی به لبیاض لونه من مضیرة الطبیخ [5] .

و من هذه الكلمات ظهر أن ربیعة و مضر ابنی نزار بن معد بن عدنان أبوالقبیلتین كبیرتین لكثرة البطون و الأفخاذ لكل منهما تنتسب إلیها فیقال فلان ربعی أو مضری و لكثرتهما یضرب بهما المثل و لم شاء الخبرة الكافیة بهذه الكثرة نظر السبائك. [6] .

و لربیعة و مضر فی الجاهلیة و الإسلام سنن و عادات منها ماروی عن أبی عبدالله علیه السلام قال: «إن قریشا كانت تفیض من جمع، [7] و ربیعة من عرفات». [8] .

و لضرف المثل للكثرة یقال أیضا: عدد الحصی و عدد رمل عالج، و عدد المدر و الحجر و عدد الشوك و الشجر و غیرها. قال ابن عباس: «سبحان الله العظیم أترون أن الذی أحصی رمل عالج عددا جعل فی مال نصفا و نصفا و ثلثا، فهذان قد ذهبا بالمال فأین موضع الثلث، فقال زفر بن أوس البصری فمن أول من أعال الفرائض...». [9] .



[ صفحه 303]



و الدعاء المأثور فی أول یوم من ذی الحجة إلی آخر العشرة الأولی منه المروی عن أمیرالمؤمنین علیه السلام جاء فیه «لا إله إلا الله عدد اللیالی و الدهور، لاإله إلا الله عدد أمواج البحور، لاإله إلا الله و رحمته خیر مما یجمعون، لاإله إلا الله عدد الشوك و الشجر، لاإله إلا الله عدد الشعر و الوبر، لاإله إلا الله عدد الحجر و المدر، لاإله إلا الله عدد لمح العیون، لاإله إلا الله فی اللیل إذا عسعس و الصبح إذا تنفس، لاإله إلا الله عدد الریاح و البراری و الصخور، لاإله إلا الله من الیوم إلی یوم ینفخ فی الصور» [10] .

و المثل المضروب بهذه الأشیاء و نظائرها لایراد به العدد الحقیقی الواقعی و كذا كل ما یفرض له المقدار، بل الكثرة و الغلبة و الوجه فیه أن ثناءه تعالی لا یحصیه العدد و الوصف مهما كان لأنه فوق كل ثناء أو وصف إلا ما وصف به تعالی نفسه و أثنی علیها و قد جاء «لا أحصی ثناء علیك أنت كما أثنیت [علی] نفسك». [11] .

و لنعد إلی حدیث الرضا علیه السلام

لشهر رجب المرجب فضائل للمتعبد فی أیامه و لیالیه و وظائف مرویة أهل البیت علیهم السلام و هو أحد الشهور الحرم الأربعة المذكورة فی قوله تعالی: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فی كتب الله یوم خلق السموات و الأرض منها أربعة حرم...». [12] .

فی باقری: «رجب مفرد و ذوالقعدة و ذوالحجة و المحرم ثلاث متوالیات...». [13] و المسمون بعلی و هم علی بن ابی طالب و السجاد و الرضا و الهادی علیهم السلام، [14] و من الوظائف صیامه الذی قاله الرضا علیه السلام.



[ صفحه 304]




[1] عيون أخبار الرضا 226:1.

[2] لسان العرب 112:8، في (ربع).

[3] مجمع البحرين في (ربع).

[4] مجمع البحرين في (مضر) و لايخفي أن المثل بربيعة و مضر جاء في حديث نبوي رواه المفيد «ابشروا برجل من أمتي يقال له أويس القرني؛ فإنه يشفع لمثل ربيعة و مضر». الاختصا ص 7.

[5] لسان العرب 177:5، في (مضر).

[6] سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب، 53 - 20.

[7] جمع و المزدلفة و المشعر معني واحد.

[8] الوسائل 27:10.

[9] الوسائل 427:17، الأمثال النبوية 42:1، رقم المثل 19 حرف الهمزة مع الباء.

[10] إقبال السيد ابن طاووس 324.

[11] كنز العمال 486:1.

[12] التوبة: 36.

[13] تفسير البرهان 124:2.

[14] تفسير البرهان 123:2، ما مضمونه.